Friday 18 September 2015

حمد سيد المرسلين

حمد سيد المرسلين

مع إشراقة الصباح في ملتقى الأحبة في كل  يوم نفرح لأننا نسعد بحمد جديد

في لقاء فريد، وننعم من حمد الى حمد فيتجدد الإيمان،

وتعلو الهمم ببركات 
الحمد لله رب العالمين.


 
في لقائنا السابق بورك إيماننا بحمد الملائكة المقربين الركع السجود، ا
لموفين العهود، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك .

 قال الله تعالى :” إني أعلم مالا تعلمون “. سورةالبقرة. آية 30

علم قيوم السموات والأرض بتحميد سيد المرسلين فاصطفاه على الخلق أجمعين

، ومع انبثاق السحر يتهادى الموكب العظيم ليستقبل سيد المرسلين في تحميده
لخالقه العظيم 
في تمجيده لربه الكريم الذي رباه على عينه فكان في معيته وحرزه وكنفه .

 ولنقف نحن وقفة إجلال وحب وتوقير مع تحميد سيد المرسلين، صلوات ربي وسلامه عليه لإلهنا الكريم الذي منّ على رسوله الأمين، بهذا الحمد العظيم الجليل وهو قائم بين يديه متهجداً متبتلاً داعياً بحمد ألهمه إياه العلي القدير بشهادة رب العالمين

قال الله تعالى  :” وما ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى “سورة النجم آية ٣-٤.
اللهم ربنا لك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد
اللهم ربنا لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد
اللهم ربنا لك الحمد أنت ملك السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد  

أنت الحق ووعدك حق ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق 
والنبيون
حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة حق.


اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت واليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفرلي ماقدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت،


 
وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لاإله الا أنت أستغفرك وأتوب إليك. 
 ولنقف مع معاني الحمد العظيم الذي أنار رسول الله بها ليله الأخير وكان هناك لقاء بديع بين تحميد حملة العرش وبين تحميده فالكل يحمده على بديع صفاته وأسمائه وأفعاله، فله الحمد العظيم على تدبيره لملكوت السموات والأرض ومن فيهن


، وله الحمد حلمه العظيم ونور وجهه الكريم الذي أشرقت السموات والأرض ومن فيهن، وله الحمد على حلمه الذي منع السموات أن تقع على الارض لما يجري عليها من الظلم والفساد.


قال الله تعالى : “إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا ولئن زالتا ان
أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا”
سورة فاطر آية ٤١.

ومع مسيرة حمد سيد المرسلين من الإجمال الى التفصيل انتقل من حمده المجمل على أسمائه الحسنى وصفاته العلى حمده على قيوميته، وعلى بديع صنعه فى تنوير السموات بتسبيحها للخلاّق العظيم والأرض، كذلك بدأ بحمده على فضله العظيم بقرآنه المجيد، وله الحمد للقائه ولذة النظر الى وجهه الكريم


، وله الحمد برحمته وفضله على العالمين بإرسال المرسلين وبعثة الهادي الأمين بشيراً نذيراً للعالمين وما إن تقبل الله حمده وثناؤه حتى شرفه ورزقه :

–  الاستسلام لوجهه الكريم (اللهم لك أسلمت) 
فلك الحمد.
– وأكرمه بالإيمان والأمان (وبك آمنت) فلك الحمد.
 
   ومنّ عليه بحسن التوكل عليه (وعليك توكلت) فلك الحمد
وفتح له ولأمته باب التوبة (واليك أنبت) فلك الحمد –  
 
– وأعزه الله بنصرته لهذا الدين العظيم فله الحمد

هكذا تعلمنا من الحبيب المصطفى ثمرات الحمد العظيم بأن يحظى المؤمن بشرف العبودية لله رب العالمين ليكون من أصحاب اليمين ومن ورثة جنة النعيم.
 فهذا أنس بن النضرعندما أشيع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قُتل في غزوة أحد، فمضى يقاتل ويجاهد ويقول ليرين الله ما أصنع فمزق جسده في سبيل الله، ولم يعرفه أحد إلا أخته ببنانه (الأصبع الأبهام).

فالصادق: هو الذي يهتم بشؤون المسلمين، والصادق هو الذي يزكي عن علمه وماله وصحته وينفق المال في أهله على الأيتام والمساكين، وابن السبيل، والسائلين وفي الرقاب.

الصادق: مرابط على صلواته ويسعد بها وينعم بها ويفرح بها.

الصادق: الذي يوفي بالعهد وما أعظم العهود مع الله ورسوله.

فطلب العلم عهد مع الله.

أداء العبادات عهد مع الله.

شراء الجنة بالنفس والمال عهد مع الله.

بر الوالدين: عهد مع الله.

عقد الزواج: عهد مع الله.

الإحسان إلى الجيران: عهد مع الله.

صلة الأرحام: عهد مع الله.

الصادق: يصبر أيام الشدة والمرض فيحمد الله ويرضى ويسأل الله الثبات والقبول.

الصادق: يثبته الله عند لقاء العدو فيبذل كل ماعنده حتى يضحك الله له.

الصادق: يتبرأ من الكذب والخيانه والغش، ويصدق في معاملاته المالية ليكسب من حلال حتى يكون مجاب الدعوة (أطب مطعمك تستجب دعوتك).

 

وللصدق مدخل ومخرج لقوله تعالى: “وقل ربي أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيراً “ سورة الأسراء الآيه 80.

وقد ورد في تفسيرها عند الحسن والضحاك: (المراد دخوله المدينه و خروجه من مكة، واجعل لى من عندك قوه ومنعه تنصرني بها على أعدائك وتعز بها دين ، وقد استجاب الله له ذلك لصدقه في الدعاء ويقينه بنصرة دين الله).

فالذي خرج مهاجراً إلى الله ورسوله فهو مخرج صدق.

والذي خرج لأداء الصلوات الخمس في بيوت الله فهو مخرج صدق.

والذي خرج في طلب العلم يبتغي به وجه الله فهو مخرج صدق يلتمس حلقات الذكر والعلم النافع الذي ينفع به نفسه والعباد.

والذي خرج يسعى على والديه وأولاده مبتغياً طاعة الله ورضوانه في جلب الرزق لهم فهذا مخرج صدق.

والذي خرج ليعيد مريضاً فيجد الله عنده فهو مخرج صدق.

والذي خرج ليقضي حاجة لمؤمن في غير معصية الله فهو مخرج صدق.

ومن ثمرات هذا المخرج يصاحب المؤمن في مدخله إلى القبر، ويخرج معه إلى أرض الحشر والنشور، وهذا تفسير ابن عباس في مدخل الصدق ومخرج الصدق وهذا مصداقاً لقوله تعالى: “هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم “ سورة المائدة الآية 119

وقال أيضاً: “ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفوراً رحيماً” إلى أن ينتهوا لقدم صدق عند ربهم”.
سورة الأحزاب،  آيه 24
.

قال تعالى :  “وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم”،  سورة يونس آيه 2 وهذا عند دخولهم الجنه إلى أن ينتهوا إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر.

قال تعالى:  “إن المتقين في جنات ونهر* في مقعد صدق عند مليك مقتدر” ، سورة القمر آيه  54-55 . أي كل واحد حسب صدقِه تكون منزلته عند ربه.

وآخردعوانا أن الحمد لله رب العالمين  وإلى لقاء آخر في معاني حمد رسول الله لخالقنا العظيم .

No comments:

Post a Comment