Friday 18 September 2015

الحمد

 إن خير الدعاء الحمد لله وخير ماأستهل صفحتنا الإيمانية بالحمد لله رب العالمين فقد أكرمنا الله سبحانه وتعالى في مسجد الإحسان بخير الدار وأهله ونعم الأهل والدار.
ولقد لفت إنتباهى موضوع الحمد لله رب العالمين. لعدة أمور
ا) استهل الله كتابه المجيد بالحمد والثناء على ربوبيته – والوهيته- وأفعاله وأسمائه وصفاته.
ب) وبالنسبه لأهمية الدعاء- وهو العبادة جعل خير الدعاء- الحمد لله.  فمن أكثر الحمد فتح عليه باب الخيرات.
ت) إن الله قد خص فئة من عباده المؤمنين خصوصية من نداء خاص لهم يوم القيامة: اين الحمادون الله على كل حال. تدخل الجنة بغير حساب. ولو تدبرنا كتاب الله في موضوع الحمد، لوجدنا آيات كثيرة وعظيمة تأت في بداية الأيه أو وسطها أو آخرها.
ج) ولا ننسى أخطر فكرة في الحمد أن الله عزوجل لو لم يثني على نفسه ويُحّمد إياها لما استطعنا ان نحمد الله سبحانه وتعالى. فله الحمد كما هو اثنى على نفسه.
الحمد ثمرة التوحيد. تحمديه على أسمائه وصفاته وأفعاله.
الحمد ثمرة المعرفة. تحمديه على نعمه وفضله وإحسانه.
الحمد ثمرة الرضا: تحمديه على تدبيره و قضائه.
الحمد ثمرة الأدب مع الله: تحمديه تعبداً وتضامناً مع كل ماخلق وذرا وبرأت، لتنعمي معهم بالحمد.
 الحمد منة الله على عبده: تحمديه على أنه  اختارك عبدة من عباده.

وتحمديه كما هو أثني على نفسه لتبلغي حقيقة الحمد التي ارتضاها سبحانه وتعالى لنفسه. والآن إلى صيغ الحمد عبر القرآن المجيد.
فكما ذكرنا أن الحمد ثمره التوحيد. قال تعالى: ( الحمد لله رب العالمين) ومن عظمة الحمد بدأ بلفظة الحمد على حقيقة التوحيد. فقد أثنى الله على إلوهيته فهو المشرع لهذا الأنسان وبهذا التشريع يتعرف العبد إلى المنهج الذي يجب أن يسير عليه فلا يضل ولا يشقى.
( فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقى) فله الحمد ولذلك علمنا كيف نثني عليه أمام هذا الفضل العظيم.
نحمده على ربوبيته فهو الذي يربينا بالنعم دائماً وأبداً. رغم جهلنا وضعفنا ومعاصينا و تقصيرنا في طاعته وشكره وحمده.
نحمده على أسمائه الحسنى وصفاته العلى. التي لايعلم كمالها و جمالها إلا هو فلله الأسماء الحسنى.
فهو العفو الغفور الودود يعفو ويصفح ويغفر ويوادد فهو يستر القبيح منا فله الحمد. ويدعونا إلى وده في التوبه إليه والأقبال عليه فله الحمد.
يعفو ويصفح وييدل السيئات حسنات لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى فله الحمد.
نحمده على المعرفه. فهو الذي عرفنا على نعمه التي لا تعد ولا تحصى بشهادته هو “وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها”
نحمده على فضله العظيم من بعثة الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه وإنزال القرآن المجيد هدى و رحمة وشفاء للعالمين.
ونحمده على قديم إحسانه فهو يتودد إلينا بالنعم والبركات والخيرات ونحن نقع في معاصيه فيعفو ويغفر فله الحمد وله الحمد في الآخرة والأولى.
نحمده على تدبيره و قضائه المشتمل على لطف خفي عظيم لا يعلمه إلا هو فله الحمد.
نحمده على منته علينا بأنه اختارنا للأسلام وللإيمان وجعلنا في زمرة المؤمنين فله الحمد عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته. فلو لم يختارك الله بعلمه ولطفه وكرمه لما كنت مسلمه مؤمنة.
نحمده سبحانه على ثمرة الأدب معه نحمده كما هو أثنى على نفسه تعبداً له وتضامناً مع تسبيح كل ماخلق وذرأ وبرأ من أكوان وملائكة وأنبياء و رسل حتى ننعم بالحمد الحقيقي لله رب العالمين وإلى لقاء آخر في صيغ الحمد ونعيمها.   

No comments:

Post a Comment